في ظل جائحة كورونا رمضان 1441/2020 بين التغيير والتذكير

في ظل جائحة كورونا رمضان 1441/2020 بين التغيير والتذكير

تقديم

لعل جائحة كورونا ورغم سلبياتها الكثيرة قد غيرت عادات مخالفة وعدلت الإعوجاج الذي لحق بالممارسات الخاطئة مثل التهافت على الشراء العشوائي والإزدحام في طوابير لا متناهية ناهيك عن إلتهاب الأسعار.

قبل أسبوع من دخول الشهر الفضيل غابت الأسواق الفوضوية ونقاط البيع العشوائية عن الشوارع، وحتى مراكز البيع النظامية تعرف حركة متراجعة عما كانت عليه في السابق.

رمضان بعيدا عن ازدحام الأسواق

بعد دخول قانون الطوارئ الصحية في العالم بأسره حيز التنفيذ وإتخاذ الإجراءات اللَّازمة لوقف تفشي اتتشار فيروس كورونا، ظهرت معاملات جديدة في كل المجتمعات، ومن أهم هذه الإجراءات فرض حظر التجول لساعات معينة وهناك مناطق فرض فيها الحجر الصحي الشامل، وقف الدراسة وغلق المؤسسات التربوية، تقليل نسبة العمال، وإغلاق الأسواق المفتوحة والمراكز التجارية الكبرى، مع استثناء بعض هذه الأسواق في القرى والبلدات والمدن الصغيرة التي تعتمد عليها اعتمادا أساسيا لتوفير احتياجاتها الغذائية.

العديد من الأسواق بدا خاليا بعد تراجع الإقبال على السلع وكذا غياب عدة أنواع من المعروضات التي تخص تحضيرات شهر رمضان، وندرة مختلف المواد التي تدخل في إعداد أغلب الأطباق التقليدية في العالم الإسلامي مثل المكسرات و أنواع التمور وعجائنها.

ولا يقتصر الإهتمام بالشهر الكريم على الطبخ وفنونه بل يتعداه للتنظيف وتطهير المنازل وكذا الشوارع المساجد استعدادا لإقامة صلاة التراويح.

ولكن الوضع اختلف وغابت كل هذه المظاهر الطيبة بسبب انتشار فيروس كوفيد-19 المستجد.

إغلاق المساجد وغياب صلاة التراويح

لم تعد صلاة الفجر وحدها من يئن لقلة المصلين في المساجد بل لحقتها باقي الصلوات بعد قرار إغلاق المساجد، فدور العبادة التي كانت تمتلئ على آخرها في صلاة الجمعة والعيدين وكذا التراويح غدت خالية وأوصدت أبوابها دون المصلين، ولعل هذا من أكبر الإبتلاءات التي يواجهها المسلمون اليو، فلم يسبق لهم أن قضوا رمضان بعيدا عن بيوت الله يطلبون عفوه ويرجون ثوابه ويستعشرون عظمة هذا الشهر المقدس في رحاب أجواء إيمانية تزداد نورا بصحبة الإخوان وتسوية الصفوف معهم.

ولكن هذا لا يمنع من أداء الشعائر الدينية والاستمرار في طلب الرحمة والمغفرة من الله الرحيم الغفور، ومراجعة النفس والعدول عن المخالفات خاصة تضييع الوقت أمام مسلسلات موجهة للتضليل والإنحلال.

توقيف تصوير المسلسلات

تم توقيف تصوير العديد من المسلسلات التي كان من المزمع عرضها خلال شهر رمضان، ولو أن كثيرين هم من صاروا لا يهتمون لهذه العروض الدرامية أو الفكاهية خاصة هؤلاء الذين فهموا حقيقة هذا الوباء الذي ليس في الحقيقة سوى بلاء على أقوام وابتلاء لأقوام آخرين.

لقد أثرت إجراءات العزل والحجر الصحي على مجرى الحياة بما فيها العبادات وأداء الشعائر الإسلامية مثل صلاة الجمعة ومناسك العمرة لتمتد إلى شهر رمضان المبارك فنسأل الله ان يرفع عنا هذا الوباء ولا يحرمنا لذة أداء العبادة على أكمل وجه كما يحب ويرضى.

وبرغم الأوضاع السيئة للغاية والتراجع على مستوى مختلف المجالات إلا أنه يجب التفاؤل فهناك تغييرات إيجابية في طريقها إلى الأمة الإسلامية، فأمر المؤمن كله خير.

436 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *