“سامي” والقطّة

“سامي” والقطّة

هذه السلسلة القصصية تنشر حصريا بالتعاون مع موقع معين المعرفة والكاتبة سيرين أحمد الغصاونة، جميع الحقوق محفوظة (يحظر نسخ القصص ونشرها على مواقع أخرى أو طباعتها).

في أحد أيّام الشتاء، كانت الأمّ تعدُّ طعامَ العشاء لأسرتها، وعندما سمعت صوتَ الرَّعد الشديد، ورأت البرقَ يلمع في السّماء، نادت بصوتٍ مرتفع على ابنها “سامي” الذي ركض إليها من غرفته.

طلبت أمّه منه الإسراع في جمع الثياب المنشورة على حِبالِ الغسيل حتى لا تبتلّ أو تتّسخ.

حملَ “سامي” سلّة الغسيل وصعدَ إلى سطح المنزل لينفّذ ما طلبته أمّه منه.

وبينما هو منشغلٌ بجمع الثّياب، استوقفه صوتُ كائن صغير يتألّم.. اقترب “سامي” من مصدر الصوت، ثم نظر أسفلَ خزّان الماء فوجد قطّةً صغيرةً ترتجف وهي تحدّق به كأنها تطلب منه المساعدة العاجلة.

وضع سامي سلّةَ الغسيل في مكان لا يصله المطر، ثم عادَ إلى القطّة واقترب منها بهدوءٍ وهي مُتَكوّرة على نفسها تئنّ بصوتٍ خافت.

&Quot;سامي&Quot; والقطّة 1

حملَ “سامي” القطّة بين يديه برفق، واصطحبها معه إلى المنزل، وحالما رأتهُ أمّه صرخت مفزوعة: “من أين أتيت بهذه القطّة؟! هيّا ضعها في الخارج حتى لا تلوّث المكان”.

قال “سامي” لأمّه: “أرجوكِ أن تُبقيها هنا حتى يتوقّف المطر”.

رفضت الأمُّ طلبَه، وقالت له بنبرة آمرة: “لا.. لن تبقى في منزلي دقيقة واحدة”.

وفي تلك اللحظة رأى “سامي” شيئاً أسود يخرج من بين الثياب في سلّة الغسيل، فَتراجعَ للخلف وهو يشير إلى الكائن الذي يبدو أنه اختبأ بينها خلال جمعها من الحبال فوق السطح.

تملّكت “سامي” المفاجأةُ ولم يستطع النّطقَ بكلمة واحدة وهو يرى ذلك الكائن يقتربُ من قَدَم أمّه.

&Quot;سامي&Quot; والقطّة 2

وفي اللحظة المناسبة، قفزت القطّةُ من بين كفّي “سامي”، وهجمت على الكائن الأسود ومزّقته بمخالبها الصغيرة.. لم تستوعب الأمُّ ما يحدث، غير أنها أدركت أن هناك أمراً مريباً دفعَ القطّةَ للتصرّف على هذ النحو الشَّرس.

وبعد أن انتهت القطّة من قتل الكائن الأسود، اقتربت الأمّ و”سامي” من مكان القطّة، ليكتشفا أن هذا الكائن هو عقربٌ مرعب كان من الممكن أن يقضي على حياة الأمّ بلسعةٍ واحدة، لكنّ القطّة الصغيرة أنقذتها من شروره.

حملت الأمُّ القطّةَ بين يديها وصارت تمسّد عليها بحنوٍّ قائلة: “آسفة يا صغيرتي على ما بَدَرَ منّي.. سيقوم سامي بعملِ حمّام ساخن لكِ وستكونين ضيفتنا على العشاء، ومنذ الآن سيكون هذا المنزل منزلك”.

فَرِحَ “سامي” كثيراً، وقال لأمّه وهو يمرّر يده على شَعْر القطّة: “وبهذا العمل سننال الأجر العظيم من الله عز وجل”.

قالت الأمُّ بارتياح: “أحسنت يا بني، لقد كان قراركَ أكثر حكمة من قراري، فباركَ الله فيك”.

ظلّ “سامي” يعتني بالقطة ويُطعمها ويلاعبها وتعلّقت هي به كثيراً، وأحبّته كما أحبّها.

798 مشاهدة