CNN سي إن إن مثال الإعلام الغربي لتزييف الحقائق في أفعانستان

Cnn سي إن إن مثال الإعلام الغربي لتزييف الحقائق في أفعانستان

 حرب المصالح والنفوذ، هي ما يسير وسائل الإعلام ويوجهها حسب رغبات الأطراف المسيطرة، ويستميت من يدعون انتماءهم للنخبة وتمثيلهم لضمير المجتمع في عرض سلع رخيصة تضمن مصالحهم المشتركة، بعدما باعوا ضمائرهم بالمزاد العلني وبلغوا من الانحطاط الفكري والانحلال الخلقي ما لا يمكن لأي إنسان سوي تقبله، فحادوا عن طريق الصواب ولم يعد يليق بهم إلا وصف التحيز ولو ادعوا الموضوعية والعمل بمهنية لينالوا درجة الاحتراف في الإعلام، ويحتلوا الصدارة في السبق الصحفي.

قنوات تدعي خدمة الإنسانية والسعي لبناء مجتمعات متحضرة، لا تتورع في الكذب وإثارة الفتن، والتطاولها على الدين والعرف، فمرة تصف تحجب المرأة واحتشامها بالرجعية وتقييد الحريات ومرة ترى في حفظ النظام العام تعد على المواطنين، كما حدث مع تقرير لمراسلة سي أن أن كلاريسا وارد في أحد شوارع العاصمة الأفغانية، من أجل نقل صورة عن واقع الساعيين لمغادرة البلاد من أجانب وأفغان، وما يواجهونه من عوائق أثناء محاولة الوصول إلى مطار كابول، حيث يتوزع مقاتلو طالبان لمنع الوصول إليه بإطلاق النار والعنف حسب ما تذكره مراسلة القناة، بيد أن الترجمة غير متطابقة تماما مع يجري أثناء الحوار، فقد قال لها الجندي ابتعدي عن الطريق، لتترجمها ابتعدي لأنك إمرأة، كما وصفت أفعال القوات بالعدائية والوحشية، وأنهم يحملون الهراوات، فضلا عن سماع صوت إطلاق النار بين الحين والآخر دون ذكر الظروف المحيطة والضغوطات التي تستوجب مثل هذه التصرفات.

لكن الحقيقة التي كان يجب نقلها بأمانة هي أن البلد في حالة فوضى بعد رحيل الغزاة، وقوات طالبان تعمل على إعادة الأمور لنصابها، وحفظ النظام، ومن العادي جدا أن تلجأ لإطلاق عيارات نارية في الهواء لتفريق الحشود، واستعمال الهروات لم يكن بتلك الوحشية التي تصورها المراسلة، فالحزم واجب ولو تدافعت كل تلك الجموع لأدى ذلك إلى كارثة إنسانية، وجذير بالذكر أن ما قامت به الشرطة الأمريكية أخطر بالجثو على رقبة الشاب جورج فلويد حتى الموت لأنه من السود، وما استعملته قوات الأمن الفرنسية من هروات وغازات مسيلة للدموع وضرب وسحل مع متظاهري السترات الصفراء لا يقارن، بغض النظر عن وحشية جنود الإحتلال الصهيوني وتجازواته الخطيرة وسط صمت دولي رهيب، وغيرها من الأمثلة الكثيرة، ومن غير الابتعاد كثيرا هناك حوادث الدهس تحت عجلات الطيران الامريكي، والسقوط من الطائرات فهل هذا من مسؤولية طالبان أيضا؟.  

إن الفوضى التي خلفها الغرب في أفغانستان تحتاج الكثير من الوقت والإمكانيات والعمل بجد وحزم من أجل تسيير الأمور، ومن باب العدل تسمية الأشياء بمسياتها ونقل الحقائق كاملة، وآن للغرب وإعلامه أن يرفعوا أيدهم عن أفعانستان لأنه ليس تحت وصايتهم، وللبلد أهل يحكمونه ويديرون شؤونه، من حقهم العيش بسلام وفق معتقداتهم ومن غير إراقة الدماء، من حقهم إعادة إعمار بلادهم من غير تدخل غربي سافر بمساعدة إعلام عميل.

399 مشاهدة

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *